الاحتفاء بالعيد مع أطفالنا في ظل الحظر

يعيش العالم بأسره وليس فقط أمتنا الإسلامية ظروفًا مستجدة وغير اعتيادية بسبب تفشي جائحة كورونا -نسأل الله السلامة منها- ولكن قد يكون وقع هذه الظروف أشد ثقلًا على كاهل أمتنا الإسلامية، وذلك بمرور عيد الفطر المبارك علينا في ظل حظر التجول والحجر المنزلي الذي يقف حائلًا بيننا وبين الكثير من الأقارب والأصدقاء، ولكن هل يعني ذلك ألَّا نحتفي بالعيد مع أطفالنا؟!

إن شعيرة الاحتفال بالعيد شعيرة إسلامية، لقوله تعالى: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) فكيف يمكن لنا أن نحتفي بالعيد في ظل هذه الظروف؟  والعيد مظهر من مظاهر الفرح والسرور في الإسلام. يسعدنا أن نقدم لكم مجموعة من الأفكار التي تساعدكم على الاحتفاء بالعيد مع أطفالكم..

 

ثوب العيد الجديد

كوننا لا نستطيع الاحتفال باجتماعاتنا العائلية، فهذا لا يعني أن نحرم أنفسنا وأطفالنا من فرحة ثوب العيد الجديد، ومن أجل تجديد تلك الفرحة في نفوس أطفالنا فعلينا شراء ثياب العيد الجديدة لهم وإن كانت بسيطة، ليبتهجوا بلبسها ويستشعروا مسرة العيد.

 

الاستعداد للعيد

مع وجود الحظر والبقاء في المنزل يصبح لدينا الكثير من الوقت المتاح الذي يمكن لأفراد الأسرة استغلاله بإعداد الحلويات والتوزيعات والمفرحات والألعاب والمسابقات بينهم، وبإشراك الأطفال بذلك، وطلب المساعدة منهم ليكون وقتًا ممتعًا لجميع أفراد الأسرة، وأيضًا يساعد على التقليل من التكاليف على العائلة في مثل هذه الأوقات.

الحديث عن العيد بتشوق وترقب وفرح يساعد الأطفال ويحفزهم على ترقب العيد.

 

سنن العيد

يجب على الأسرة أن تقوم بإحياء سنن العيد؛ لأن في ذلك إحياءً لشعائر الإسلام، والعيد شعيرة إسلامية. وسنن العيد كثيرة، منها:

التكبير ابتداءً من دخول ليلة العيد، الاغتسال لصلاة العيد ولبس أحسن الثياب والتطيب، الجهر في التكبير، التهنئة بالعيد.

وتعليم الأطفال الصغار كيف يؤدون تحية العيد، وكيف تتم المباركة فيه، وحثهم على تهنئة كبار السن والأقارب ومعايدتهم من خلال برامج التواصل الاجتماعي.

يجب على الأسرة إظهار الفرح والابتهاج بحضور العيد، وعدم الأسى والحزن على الأوضاع الراهنة التي نمر بها خلال فترة العيد، حتى لا ينعكس ذلك على الأطفال ويؤثر على دواخلهم ويقلل من فرحتهم بهذا اليوم السعيد. كذلك يجب علينا أن نتحدث بالأحاديث الإيجابية، وأن تتخلل أحاديثنا الفرحة والتفاؤل والحماس، وألَّا نجعل أحاديثنا مليئة بالتحسر والأسى، لما في ذلك من أهمية شديدة للأطفال، لئلا يشعروا بثقل هذه الأزمة، ولا حيلة لهم فيها.

الكثير من الأطفال سيفتقدون العيديات التي كانت تعطى لهم من أقاربهم، وعلينا أن نفكر ببديل لهم في ظل هذه الأزمة وهذا التباعد الاجتماعي..

يمكن للأهل على حسب إمكانياتهم المتوفرة، تجهيز بعض الهدايا البسيطة ومفاجأة أطفالهم بها يوم العيد، لندخل عليهم البهجة والسرور.

وليكن المنزل في ذلك اليوم مختلفًا، سعيدًا، ومبتهجًا، عن طريق ترديد التكبيرات وارتداء الثياب الجديدة ونشر البخور والترتيب والتزيين.

نسأل الرحمن أن يكشف الضر ويدفع هذا البلاء عنا، وعن العالم أجمع، وأن تعود لنا اجتماعاتنا ومناسباتنا السعيدة قريبًا.

Scroll to Top