الاحتفال بالعيد بعيدًا عن العادات السيئة

مضى أكثر من نصف شهر رمضان، واقترب عيد الفطر المبارك، يوم الفرح والابتهاج والاحتفال بنهاية الشهر الكريم.

ولعيد الفطر أجواء مميزة مليئة بالفرح والبهجة، يتطلع إليه الجميع وأولهم الأطفال الصغار، فاحتفالات العيد وفعالياته وما يجلبه من لبس الجديد واللقاء بالأقارب والأصدقاء وتلقِّي العيديات تجعله يومًا للسعادة والسرور.

ولكن قد يرتبط موسم العيد بعادات ضارة، مثل السهر، والإكثار من الأطعمة الضارة والحلويات، والاستهلاك المفرط والتبذير.

فهل نستطيع أن نحتفل مع أطفالنا بالعيد ونفرح به دون تعزيز هذه العادات فيهم، ودون أن نقلل من فرحة العيد وبهجته؟

نقدم لكم في هذا المقال كيف نحتفل بالعيد مع أطفالنا بعيدًا عن الماديات والسلوكيات الخاطئة، وكيف نربط أطفالنا بالمعنى الحقيقي لفرحة العيد.

 

عيد الفطر المبارك هدية من الله سبحانه وتعالى لعباده المسلمين، وإظهار الفرح والاحتفال به تعبد لله وإحياء لشعائره، ولهذا من المهم أن يرتبط الاحتفال بالعيد بهوية الطفل ودينه، وأفضل طريقة لتحقيق هذا الارتباط إحياء سنن الرسول صلى الله عليه وسلم في العيد والمشي على هديه والاقتداء بما كان يفعله يوم العيد، وتوضيح ذلك للأطفال بالكلام والتطبيق.

 

هدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- في العيد

في هذا العيد، اقتداءً بسنة رسولنا الحبيب -صلى الله عليه وسلم-، لنستقبل إعلان يوم العيد بالتكبير ولنجهر به ونحمد الله على أن أتم علينا صيام شهر رمضان المبارك.

في هذا العيد، لنستيقظ صباحًا مع أطفالنا، نغتسل ونتطيب ونلبس أجمل الثياب، ونأكل تمرات وترًا، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- “كان لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وترا” -رواه البخاري-.

ولنخرج كبارًا وصغارًا، نحضر صلاة العيد ونشهد الخطبة، ونتبادل التهاني والسلام والفرح، “كان أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- إذا التقوا في يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنكم”.

وبعد الصلاة لنخالف الطريق، فنذهب إلى المسجد من طريق ونرجع من آخر، “كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان يوم عيد خالف الطريق” -رواه البخاري-.

وفي العيد لنظهر الفرح والسعادة ونلعب ونلهو ونجتمع مع الأقارب والأحباب، وليكن عيد الفطر المبارك فرصة لتعزيز التصرفات الإيجابية والسلوكيات الصحية وتقوية ارتباط الطفل بدينه وعائلته ومجتمعه.

 

العطاء في مواسم الفرح

العطاء شعور رائع، يجعل الإنسان راضيًا عن نفسه وفخورًا بقدرته على فعل الخير، كما يشعره بالقرب من الله سبحانه وتعالى، والعطاء يرتقي بالإنسان ويجعله أكثر تعاطفًا وتفكيرًا بمن حوله.

وهو أيضًا سبب من أسباب نشر المحبة بين المسلمين وباب من أبواب التكافل الاجتماعي، ومن الجميل أن نشرك أطفالنا في إخراج زكاة الفطر، ليعتادوا على العطاء في مواسم الاحتفالات، ومشاركة الأفراح مع الآخرين، وليعرفوا لماذا شرعها الله سبحانه وتعالى على عباده، والحكمة من إخراجها، ولمن تعطى، وعلى من تجب.

الهدايا والعيديات والحلويات جزء من احتفالات العيد التي يحبها الأطفال ويتطلعون إليها، ولكن من المهم ألَّا تطغى الماديات الزائلة على المعنى الحقيقي للعيد وعلى الذكريات الجميلة التي نصنعها مع أطفالنا.

في هذا العيد بدلًا من الهدايا، أمضوا أوقاتا ممتعة مع أطفالكم وأهدوهم ذكريات جميلة تصنعونها معًا وتبقى معهم للأبد.

وفي الوقت الذي تكثر فيه الإعلانات والدعايات والترويج للاستهلاك والتبذير، وربط الاحتفالات ومواسم الفرح بالمقتنيات والماديات، يكون الأهالي أمام تحد كبير وهو الموازنة والتوسط في الاستهلاك دون إفراط ولا تفريط، لكيلا يشعر الطفل بالنقص والحرمان، ولا يكون أيضًا متشبعًا بالهدايا والمقتنيات التي لا تدوم ولا تبقى.

Scroll to Top