كيف يتعلم الأطفال تحمل المسؤولية؟

تعليم الأبناء تحمل المسؤولية ليست مهمة سهلة، إلَّا أنها ضرورية جدًا وعلى الوالدين غرسها في أبنائهم منذ الصغر، فبعض الأشخاص يكبرون وهم غير قادرين على تحمل مسؤولية أنفسهم، وغير مدركين لعواقب أفعالهم على حياتهم الشخصية والمالية والصحية.

ونجد أن الأشخاص القادرين على تحمل المسؤولية في كبرهم، تلقوا توجيهًا ممن حولهم وهم صغار، وأتيح لهم فرصة المساهمة في الأعمال المنزلية والاعتماد على أنفسهم في أمورهم الشخصية.

وحق الأطفال في الطفولة وعيش طفولتهم لا يتعارض مع تحملهم بعض المسؤوليات التي تتناسب مع عمرهم وقدراتهم.

ومن أبرز الطرق التي تعلم الأطفال تحمل المسؤولية مشاركتهم في مهام المنزل، ليكونوا أعضاء فاعلين في عائلتهم وبيئتهم.

في هذا المقال سنعرض أهمية إشراك الطفل في المهام المنزلية، وأبرز المهارات التي يكتسبها من هذه المشاركة.

 

كيف أشرك طفلي في المهام المنزلية؟

يجب ممارسة العادات الحسنة منذ الطفولة، ليكبر الشخص وهو قد تدرب على هذه الممارسات واعتاد عليها.

وفي الطفولة يكون بإمكان الشخص ارتكاب بعض الأخطاء والتعلم منها، دون أن تواجهه عواقب وخيمة كما هي عواقب الأخطاء عند الكبار.

ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن: كيف أشرك طفلي في المهام المنزلية؟

أول ما يجب مراعاته هو عمر الطفل، فالطفل في سنواته الأولى قادر على الإسهام والمشاركة في مهام المنزل، إلَّا أن مساعدته قد لا تكون لها جدوى فعلية في تنفيذ المهمة الموكلة إليه، بل على العكس تمامًا فمساعدته تؤدي إلى مزيد من الفوضى، وتتطلب في الغالب تدخل أحد الكبار والقيام بها مرة أخرى.

ولكن هذا لا يمنع من تحقق الفائدة المرجوة من الطفل، فهو يتعلم من سن صغير المشاركة والتعاون والإحساس بأهميته ومكانته بين أفراد عائلته.

ومن المهم أيضًا أن يبدأ الطفل بالمهام الآمنة التي لا تعرضه للخطر أو الأذى، وأن يتدرج في طبيعة العمل ومدته الزمنية، فالطفل الصغير لا يتحمل القيام بالعمل نفسه لفترة طويلة، ولهذا فمن الأفضل أن تكون المهام سهلة وموجزة، كأن يجمع ألعابه في صندوق بعد الانتهاء منها، وأن يرمي القمامة في مكانها المخصص.

 

15 مهمة بإمكان الطفل القيام بها:

– طي الملابس النظيفة وتعليقها.

– فصل الملابس المتسخة وتفقدها قبل الغسيل.

– ترتيب المكتبة وفرز الكتب.

– جمع القمامة.

– إعادة الأشياء إلى مكانها بعد الاستخدام.

– المساعدة في ترتيب السفرة -مع الحذر من الأواني الزجاجية والأدوات الحادة-.

– إطعام الحيوانات والعناية بهم.

– ترتيب المنزل وجمع الألعاب.

– المساعدة في إعداد الطعام، مثل: الخلط والتحريك.

– ترتيب المشتريات في الأماكن المخصصة لها.

– المسح والكنس.

– ترتيب السرير بعد الاستيقاظ.

– وضع الأحذية في المكان المخصص عند العودة إلى المنزل.

– وضع الملابس في الأماكن المخصصة لها بعد خلعها.

– ري النباتات والاعتناء بها.

 

أبرز المهارات التي يكتسبها الطفل من المشاركة في أعمال المنزل:

 

الاستقلال والاعتماد على النفس

يتعلم الأطفال تحمل المسؤولية عندما يواجهون عواقب تصرفاتهم الحسنة أو السيئة.

إن من الضروري عدم المبالغة في حماية الطفل، وإتاحة المجال له لاتخاذ القرار وتحمل عواقبه، أيا كانت هذه العواقب.

 

المهارات الحياتية

يحتاج الإنسان الناجح إلى أن يكون ملمًا بالمهارات الحياتية التي يستعملها في حياته اليومية وفي تعاملاته مع الآخرين، كالتخطيط والمبادرة، ومهارات التفكير الإبداعي والتفكير النقدي وحل المشكلات، والقدرة على تصحيح الخطأ والتعلم منه، ومهارات تنظيم الوقت والترتيب وغيرها.

والمساهمة في الأعمال المنزلية تكسب الطفل هذه المهارات، وتمده بأساليب وطرق تمكنه من النجاح في مستقبله.

 

مهارات الحياة اليومية

هناك أمور مهمة جدًا لا يستطيع الإنسان أن يتعلمها إلَّا بالممارسة، وهي مهارات أساسية يحتاجها جميع الناس، كالترتيب والتنظيف، وإعداد الطعام وتهيئة المكان، والطرق الصحيحة للتعامل مع الأدوات المنزلية وأدوات التنظيف، وجميع هذه الأمور ليست من شأن الكبار فحسب، بل الأفضل أن يتعلمها الطفل من عمر صغير ويتدرج فيها حسبما يناسبه، ليعتاد عليها ولا تكون مهامًا شاقة ومتعبة له في كبره.

 

تقدير الذات والثقة بالنفس

عند توكيل بعض مهام المنزل للطفل وتمكنه من إتمامها، يشعره ذلك بالكفاءة والقدرة على الإنجاز، مما ينمي فيه تقدير الذات والثقة بالنفس.

كما تنمي فيه روح التعاون والعمل مع فريق، فإشراك الطفل في المهام المنزلية يعلمه قيمة التعاون، وأنه عندما يتقاسم أفراد العائلة العمل وتتكاتف جهودهم، يصلون إلى النتيجة المبتغاة في وقت أسرع.

كما يتعلم الطفل احترام جهود والديه وما يبذلانه من أجله، وتقديره للأعمال التي يبذلها الكبار من حوله، والجهود التي يبذلها هو للمساهمة بفاعلية في بيئته.

 

هل يساعدك طفلك في أمور المنزل؟

نسعد بسماع إضافاتكم وآرائكم حول هذا الموضوع عبر حساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي.

Scroll to Top