لا تحرموا أبناءكم من أن يكونوا قراءً!

كلنا نطمح بالأفضل لأبنائنا وبناتنا ونهتم بمصلحتهم وما يعود عليهم بالنفع والفائدة، ولا شيء يضاهي هبة القراءة عندما يقدمها الوالدان لأبنائهما.

في هذا المقال، نقدم لكم 7 فوائد تعود بها القراءة على الأبناء، ونطمح أن تكون دافعًا لكم على تشجيع أبنائكم على القراءة وإحاطتهم بالكتب:

 

أولًا: تمرين العقل والذاكرة

مقارنة بالأنشطة الأخرى، كمشاهدة التلفاز واللعب بالألعاب الإلكترونية، فإن عملية القراءة أشد تعقيدًا وأكثر تحديًا للعقل.

والقراءة تمرين على التركيز والانتباه، فعندما يجلس الطفل للقراءة في هدوء وسكينة وينصب اهتمامه على ما يقرؤه، تنمو عنده مهارة التركيز، وكلما استمر في مزاولة القراءة وممارستها مرارًا وتكرارًا، تزداد حدة تركيزه وتقوى.

كما أن القراءة ترفع مستوى الطفل التحصيلي والعلمي في مجالات مختلفة، ولا تقتصر فائدتها على التحصيل اللغوي فقط.

وقد أثبتت الدراسات أن المستوى الدراسي للطلاب القارئين أعلى من غيرهم في جميع المواد.

والاستمرار في القراءة يعني الاستمرار في تدريب العقل وتمرينه، ومع كل كتاب يقرؤه الطفل، تتطور مهاراته وتنمو.

 

ثانيًا: التعايش مع المشاكل

تزيد القراءة القوى العقلية وتقويها، وتمكن العقل من القيام بوظائف كثيرة ومعقدة كالربط والفك والتحليل، وتعلم الطفل مهارات التفكير من عمر مبكر، وفهم الأسباب والنتائج والتفكير المنطقي، كما أنها طريقة فعالة لتعليمه عواقب الأفعال والتمييز بين التصرفات الصحيحة والخاطئة.

 

ثالثًا: الاستمتاع بالأدب

القراءة متعة تدوم، والكتاب خير صديق، فحجمه خفيف ومتعته عظيمة، يصلح لكل مكان وزمان، يصاحب قارئه دون أن يثقل عليه بحجمه أو يضيق عليه مكانه.

اصطحاب طفلك لكتابه يعني أنه سيجد من يؤنسه ويبعد عنه الملل دائمًا.

والكتب -قديمها وحديثها- إرث عظيم، يرى فيه الإنسان حياة من سبقوه، ويستمتع من خلالها بثمرة عقولهم ونتاج تجاربهم وخيالهم.

كما أن كتب الأطفال تتميز برسومها وألوانها، فهي تجمع بين جهود الكتاب والرسامين والفنانين وإبداعاتهم.

 

رابعًا: التعاطف مع الآخرين

عندما يقرأ الأطفال عن شخصيات تواجه مواقف وتحديات مختلفة، يبدؤون بتخيل الموقف ويتقمصون الشخصية التي يقرؤون عنها، فيشعرون بما تشعر، ويزداد تفهمهم لمشاعر الآخرين من حولهم وتعاطفهم معهم، فينشأ مجتمع مترابط الأفراد، يتعامل فيه الناس مع بعضهم برحمة وتعاطف ونضيف على هذا قراءة الوالدين لأطفالهم، فهي تزيد من ذكائهم العاطفي وتشبع رغباتهم واحتياجاتهم إلى الحنان والعطف والاهتمام.

 

خامسًا: إثراء الرصيد اللغوي

يكتسب الأطفال المفردات الجديدة من خلال القراءة، وتتشرب عقولهم المعلومات التي يقرؤونها، ويبدؤون بتحليل التراكيب والعبارات، وفهم معاني الكلمات حسب السياق التي جاءت فيه، سواء كان هذا في لغتهم الأم أو لغة أخرى يقرؤونها.

 

سادسًا: تطوير مهارات الكتابة

عندما يكتسب الأطفال رصيدًا لغويًا يتميز بالثراء والتنوع، ينعكس هذا على مهاراتهم الكتابية.

وتخزن عقولهم كل العبارات والتراكيب والكلمات التي يقرؤونها، مما يجعلهم قادرين على استخدامها استخدامًا صحيحًا في كتاباتهم.

المزيد حول: تطوير مهارات الكتابة

 

سابعًا: اكتشاف عوالم جديد

يقرأ الأطفال فيحلقون بخيالاتهم إلى عوالم أخرى، ويتصورون أشكال الشخصيات المذكورة، والأماكن الموصوفة، ويتخيلون أيضًا مشاعر هذه الشخصيات، فيفرحون لفرحهم ويحزنون لحزنهم.

والقراءة سفر عبر الزمان والمكان، يعود فيها الشخص إلى الوراء ويقرأ عن أحوال الناس حينها، وقد يزور فيها المستقبل، ويرى تنبؤات الكتاب لما سيكون عليه مستقبلنا، وقد يذهب به الخيال إلى عوالم أخرى مختلقة لم ولن توجد.

والقراءة أيضًا سفر إلى أماكن مختلفة، يتعلم منها الطفل عن بلدان أخرى، وثقافات وشعوب مختلفة.

 

 

أعزاءنا المربين: حتى لو لم تكونوا قراءً، فلا تحرموا أبناءكم هذه الهبة العظيمة، فهم المستقبل والأمل. وتنشئة جيل قارئ بشارة بمستقبل جميل مبهر.

Scroll to Top